من مبنى الأمم المتّحدة في نيويورك: باحثٌ من العتبة العبّاسية المقدّسة يُبين أنّ الإسلامَ دينُ تسامحٍ وتعايش ضدّ صور العنف والإكراه بنمطه الذميم...

557

2018/10/11

بيّن الباحثُ والبروفسور مشتاق عباس معن من مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، أنّ الدّين الإسلاميّ هو دينُ التسامح والتعايش والتكافل والتكاتف، وليس في أدبيّاته التنافر والتقاتل وأيّ صورةٍ من صور العنف أو الإكراه بنمطه الذميم.
جاء ذلك خلال إلقائه بحثاً في المؤتمر الدوليّ الذي أقامته العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية في مبنى الأمم المتّحدة بالتعاون مع مؤسّسة الإمام الخوئي(قدّس سرّه) والتحالف العلميّ للبحث والتراث في نيويورك.
البحثُ بحسب ما بيّنه البروفسور مشتاق: "حمل عنوان قاعدة "اللا إكراه" في فلسفة التشريع الإسلاميّ، ومقارباتٌ في إنسانيّة الإسلام، وتطرّقنا من خلاله الى أنّه تُبنى المناهجُ والنظريّات على قواعد عامّة يتأطّر في هَدْيها مسار الطريقة لتحقيقه، والإجراء المُعتَمَد في إثباته على أرض الوجود، وكلّ هذا يتمُّ اشتقاقُه من مظلّة فلسفيّة تقرّر الأصل التكوينيّ لتلك القواعد العامّة، والدّين الإسلاميّ لا يشذّ عن هذا المسار الطبيعيّ في التعامل الفكريّ والثقافيّ والوجدانيّ وسواها، بل يسير على وفقه".
موضّحاً: "تناول البحثُ كذلك إمكانيّة الاستدلال على مجموعةٍ من القواعد العامّة التي في هَدْيها تتّضح آليّات التعامل مع الواقع بصُعُده المختلفة، والتي تمّ اشتقاقُها من فلسفة التشريع الإسلاميّ".
مضيفاً: "تأتي قاعدة "اللا إكراه" العامّة واحدةً من أصول تلك القواعد التي تؤكّد النزعة الإنسانيّة في فلسفة التشريع الإسلاميّ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه القاعدة أعمّ من نظريّة "اللاعنف" الوضعيّة، وقد تلمّسنا ذلك بملاحظة التعريفين؛ فالعلاقةُ بين المفهومين علاقةُ خصوصٍ بعمومٍ، إذ نعتقد أنّ "اللاعنف" هو أحدُ مصاديق "اللا إكراه"، فمفهوم "اللا إكراه" يعمّ رفض كلّ وسائل الجبر بما في ذلك العنف وسواه، لكنّ "اللاعنف" لا يضمّ غير رفض وسائل الإكراه بالعنف".
وأشار معن: "أنّ المصطلح القرآنيّ –أعني "اللا إكراه"- أعمّ وأوسع دلالةً من المصطلح الوضعيّ "اللاعنف"، ممّا يقدّم زخمًا إنسانيًّا رفيعًا في توصيف التشريع الإسلاميّ، بما لا يترك مجالًا للشكّ في أنّ الدين الإسلاميّ هو دينُ التسامح والتعايش والتكافل والتكاتف، وليس في أدبيّاته التنافر والتقاتل وأيّ صورة من صور العنف أو الإكراه بنمطه الذميم".
هذا وقد شهد هذا البحثُ تفاعلاً كبيراً من قِبل الحاضرين وأنصتوا له، لكون أنّ الطرح في هذا الموضوع قد اتّسم بالموضوعيّة والحداثويّة البحثيّة في هذا المجال.



0 تعليقات
التعليقات

اضافة تعليق

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر.

1000/